رئيس مجلس الإدارة
السادة/ المساهمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
بصفتي رئيس مجلس إدارة بلدنا ش.م.ع.ق.، يسرني أن أضع بين أيديكم التقرير السنوي لعام ٢٠٢٣، الذي يوضح بالتفصيل الأداء المالي لشركة «بلدنا» والإنجازات التي حققتها خلال العام.
في التقرير السنوي لعام ٢٠٢٢، أشرت إلى هدف الشركة في أن تصبح شركة بإيرادات بقيمة مليار ريال قطري. يسرني أن أعلن، وبعد مرور عام واحد فقط، أن بلدنا ش.م.ع.ق قد بلغت نقطة التحول هذه. نحن نقدم القيمة لجميع أصحاب المصالح لدينا، بينما نقوم أيضًا بالتحضير لتحقيق إنجازات مستقبلية.
حققت «بلدنا» في العام المالي ٢٠٢٣ إيرادات بقيمة 1,057 مليون ريال قطري، في إنجاز يمكن وصفه بالنوعي قياساً بعدد السنوات التشغيلية لأعمال الشركة التي انطلقت في عام 2017. ويُعد هذا الأداء القوي دليلاً شاهداً على التزامنا المستمر بتقديم القيمة بشكل يومي للعملاء والمستهلكين والمساهمين، ودورنا الحيوي في المساهمة بتحقيق الأولويات الاستراتيجية الوطنية لدولة قطر.
وأفضت مجموعة التحسينات التي تم تطبيقها على مستوى الشركة بأكملها، بدءاً من طرح المنتجات الجديدة ووصولاً إلى تعزيز هيكل الإدارة المالية، إلى تحقيق زيادة كبيرة في صافي الأرباح من خانتين بنسبة 36% ليصل إلى 110 مليون ريال قطري.
ويعود الفضل في تحقيق هذه الإنجازات إلى التزامنا الراسخ برؤيتنا الهادفة للارتقاء بمكانة «بلدنا» لتصبح العلامة التجارية الأكثر موثوقية لمنتجات الأغذية المغذية والمشروبات الصحية في قطر. ونجحنا في عام ٢٠٢٣ في تحقيق مكاسب هامة في هذا الصدد، تمثلت في تفردنا بأعلى حصص سوقية وأعلى قيمة لعلامتنا التجارية على الإطلاق، وذلك بفضل عمليات التوسعة المستمرة لمحفظة منتجاتنا بغية تلبية الاحتياجات المتزايدة لعملائنا الأعزاء من منتجات الألبان والعصائر اللذيذة والصحية.
إحراز التقدم في عملياتنا الدولية
تشكل عملياتنا الدولية ركيزة هامة لتحقيق نمو مستقبلي مستدام. ومن هذا المنطلق، قامت «بلدنا» في عام ٢٠٢٣ بتعزيز خطط مشروعها القادم في الجزائر لإنشاء مرافق لإنتاج الحليب بالتعاون مع الحكومة الجزائرية. ونتوقع أن يقدم المشروع قيمة ملموسة للمساهمين، وأن يمثل إنجازاً آخراً في رحلة النمو العالمي للشركة.
وقطعت «بلدنا» خلال العام شوطاً كبيراً في مبادرتها الاستراتيجية لتوسيع حضورها خارج قطر وتقديم نموذج مزارعها المستدام والمتكامل في أسواق جديدة. ففي أعقاب دخولها السوق المصرية في عام ٢٠٢٢ عبر الاستحواذ على حصة أقلية في شركة «جهينة للصناعات الغذائية» المتخصصة بإنتاج الألبان والعصائر، قامت «بلدنا» في عام ٢٠٢٣ بزيادة حصتها في الشركة المذكورة إلى 15%، ممهدة بذلك الطريق لدفع النمو المستقبلي لعملياتها الدولية.
هيكل إداري جديد لدفع عجلة النمو
تمت إعادة تعيين مالكوم جوردان في مطلع عام ٢٠٢٣ رئيساً تنفيذياً لشركة «بلدنا» ومنحه كامل الصلاحيات لقيادة أعمال الشركة في المرحلة التالية من تنمية أعمال الشركة محلياً والتوسع دولياً. واستناداً إلى خبرته السابقة مع «بلدنا» كرئيس تنفيذي أيضاً، والتي قاد خلالها عملية الطرح العام الأولي للشركة في بورصة قطر ونجح في قيادة أعمال الشركة أثناء جائحة كوفيد-19، فقد حظي مقترحه لتحسين هيكل الإدارة العليا بهدف دفع نمو الشركة بكفاءة أكبر بموافقة مجلس الإدارة.
ونتيجة لتطبيق الهيكل الجديد، تم رفد الرئيس التنفيذي بفريق مؤلف من خمسة أعضاء يعملون تحت إشرافه المباشر ويترأسون أقسام الشؤون المالية والعمليات والأعمال التجارية ومزارع الأبقار والخدمات المؤسسية، مما يتيح للتسلسل التالي من أعضاء الإدارة العليا التركيز على تحسين تنفيذ العمليات وتعزيز الكفاءات التشغيلية. ويثق مجلس إدارة «بلدنا» أن هذه التغييرات ستمكن الشركة من تحقيق تطلعاتها الطموحة للنمو داخل قطر وخارجها من خلال تسريع عمليات اتخاذ القرارات الحاسمة.
أداء متميز يحظى بالاعتراف والتقدير
تفخر «بلدنا» بتكريمها مجدداً بالجائزة الأبرز في المنطقة في مجال تقارير علاقات المستثمرين للسنة الثالثة على التوالي. ففي النسخة الخامسة عشرة من حفل توزيع جوائز جمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط (ميرا) لعام ٢٠٢٣، احتلت «بلدنا» المركز الأول في فئة التقارير الرقمية والمركز الثاني في فئة التقارير المطبوعة. وستواصل الشركة التزامها بأعلى معايير التميز في تقديم التقارير للمستثمرين والمساهمين في السنوات القادمة.
ممارسات مثمرة في مجال الاستدامة
تدرك «بلدنا» في إطار مسؤولياتها الاجتماعية ضرورة الالتزام بممارسة الأعمال على نحو يراعي الاعتبارات البيئية والمجتمعات التي تعمل فيها. وتعتمد الشركة نهجاً حازماً يتمثل في التحسين المستمر للجوانب المتعلقة بإدارة الموارد والحد من الهدر وتقليص بصمتها الكربونية.
وفي هذا الصدد، طبقت الشركة تحسينات ناجحة في العديد من أقسامها خلال عام ٢٠٢٣. فقد حقق المشروع التجريبي الجديد في مزارع الأبقار وفورات كبيرة في معدلات استهلاك المياه، وسيتم تنفيذه في جميع الحظائر خلال عام 2024. وتمكّن قسم المبيعات والتوزيع من إنتاج عدد أكبر من المنتجات بالاعتماد على نفس الموارد التي تم استخدامها العام الماضي، ونجح أيضاً في خفض الأميال المقطوعة. بالإضافة إلى ذلك، أسفر برنامج تقليل تشغيل محركات المركبات عن خفض انبعاثات الكربون بنسبة 28% بما يعادل 300 طن من ثاني أكسيد الكربون في نهاية العام.
تقدم يومي في الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة
ندرك في «بلدنا» ضرورة تعزيز جوانب الاستدامة في أعمالنا والارتقاء بالممارسات الأخلاقية، والمساهمة بشكل إيجابي في المجتمعات التي نعمل فيها، كعوامل تعزز من التزامنا الراسخ بدمج المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في استراتيجية الأعمال والعمليات التشغيلية وعمليات صنع القرار.
وتندرج الإدارة المسؤولة للجوانب البيئية في صميم جهودنا، إدراكاً منّا للحاجة الملحة إلى الحد من آثار تغير المناخ وتقليل بصمتنا البيئية.
ويمتد التزامنا بالمسؤولية الاجتماعية إلى ما بعد الامتثال للأنظمة واللوائح ذات الصلة؛ ليعكس رغبتنا الجادة في إحداث تأثير حقيقي وملموس يبرز من خلال الاهتمام الكبير الذي نوليه لرفاهية موظفينا كأحد أهم أولوياتنا، والسعي المستمر لتعزيز التنوع والشمول، والمشاركة الفعالة في المجتمعات المحلية للارتقاء بإمكاناتها ومساعدتها على النمو والازدهار.
وتعتبر الحوكمة بمثابة العمود الفقري للقيم المؤسسية في «بلدنا». وتلتزم الشركة التزاماً صارماً بأعلى معايير النزاهة والشفافية والمساءلة، إلى جانب تعزيز ثقافة السلوك الأخلاقي، وممارسات الحوكمة القوية، والإدارة الفعالة للمخاطر للحفاظ على مستويات الثقة الكبيرة التي تحظى بها من قبل أصحاب المصلحة المعنيين بأعمالها.
ويعد هذا التقرير شاهداً على رحلتنا المستمرة نحو تحقيق الاستدامة والوفاء بمسؤوليتنا الاجتماعية، ويعكس التزامنا بالمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة التي تمثل المحاور الرئيسية التي نرتكز عليها في أداء مسؤوليتنا تجاه المجتمع. كما يسلط التقرير الضوء على الجهود التعاونية التي تبذلها فرقنا المتفانية، وتوجيهات أصحاب المصلحة المعنيين بأعمالنا، والتزامنا الراسخ بإحداث فرق إيجابي.
التوقعات لعام 2024
تتسم الفترة المالية القادمة بالتركيز المستمر على تحقيق النمو في الجوانب المتعلقة بإطلاق المنتجات الجديدة في السوق، وزيادة الإيرادات والأرباح، والتوسع في الأسواق الجديدة والحالية، والمساهمة في الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية في قطر.
وينتهج كل قسم من أقسام «بلدنا» خططاً طموحة للابتكار والتطوير والتحسين في عام 2024، والتي نتوقع أن تسهم في تحقيق مكاسب واسعة النطاق على مستوى الشركة بأكملها. وفي ظل الآفاق الواعدة لأعمالنا الدولية ومركزنا المالي القوي، تقف «بلدنا» على أعتاب حقبة جديدة من النمو كشركة بحجم أعمال مليار ريال قطري تمتلك نموذج أعمال ناجح يمكن تقديمه للدول الراغبة في تطبيق مبادرات مماثلة لمبادرات الأمن الغذائي القطرية.
شكر وعرفان
بالنيابة عن فريق «بلدنا»، أود أولاً أن أوجه جزيل الشكر والتقدير إلى أصحاب المصلحة المعنيين بأعمالنا، بما في ذلك العملاء والمستهلكين والموردين والمستثمرين والمساهمين الاستراتيجيين، على الثقة الكبيرة التي وضعوها بنا طيلة عام ٢٠٢٣، والتي كان لها أثراً بالغاً على النجاح الذي شهدته «بلدنا».
وأعرب عن عميق امتناني إلى زملائي أعضاء مجلس الإدارة، الذي أتشرف برئاسته، على مساهماتهم ومشورتهم الحكيمة التي أدت دوراً محورياً في نمو وازدهار الشركة في عام ٢٠٢٣.
كما أتقدم ببالغ الشكر والعرفان إلى الفريق القيادي وجميع موظفي «بلدنا» على جهودهم المتفانية التي أفضت إلى تحقيق نتائج مالية مهمة في عام ٢٠٢٣ ووضع أسس متينة للمرحلة التالية من النمو، وجعل «بلدنا» أقرب إلى تحقيق هدفها لتصبح العلامة التجارية الأكثر موثوقية لمنتجات الأغذية والمشروبات الصحية والمغذية في قطر. وسيبقى ولاؤهم والتزامهم وشغفهم بالابتكار دافعاً للاستمرار بخطى ثابتة على طريق النجاح.