img
عمليتنا المستمرة للسيطرة على التكاليف وتحسين الكفاءة عبر سلسلة القيمة بأكملها أدت إلى نمو قوي من خانتين في صافي الأرباح بنسبة 36٪ على أساس سنوي لتصل إلى صافي ربح قدره 110 مليون ريال قطري.
مالكوم جوردان

الرئيس التنفيذي

كلمة الرئيس التنفيذي
أسسٌ راسخة للنمو المستمر وتحقيق القيمة.

حققت «بلدنا» إنجازاً تاريخياً في العام الخامس على انطلاق عملياتها بتخطي إيراداتها عتبة المليار ريال قطري في عام ٢٠٢٣. ويعد هذا الأداء بمثابة برهان قوي على تركيزنا المستمر على تحقيق القيمة كل يوم، فنحن نفي بوعودنا من خلال تلبية الاحتياجات المتغيرة لعملائنا وأصحاب المصلحة باستمرار، مع التأهب لبناء مستقبل ناجح ومستدام.

وواصلنا البناء على نجاحاتنا إلى جانب نمو مبيعات فئات منتجاتنا المختلفة، وعززنا عملياتنا استناداً إلى مستهدفات الأداء العالية التي وضعناها في عام ٢٠٢٢، دعمنا في ذلك الطلب القوي الناتج عن استضافة الدولة لبطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢. لقد قدمنا أداءً أقوى في جميع قنوات المبيعات، على أساس ربع سنوي وسنوياً، واكتسبنا أعلى حصص سوقية وقيمة للعلامة التجارية خلال السنوات الخمس لانطلاقتنا. وارتفعت حصتنا السوقية الإجمالية إلى 53.5%، بزيادة قدرها نقطتان ونصف نقطة مئوية، وهو إنجاز ملحوظ في سوق يتنافس فيه بشدة العديد من الشركات الدولية.

قمنا خلال العام ٢٠٢٣ بإعادة تنظيم عمليات المبيعات للاستفادة بشكل أكثر فعالية من محركات العرض والطلب في السوق، وخاصةً الزيادة الأخيرة في عدد السكان، كما تعاونا بشكل أكبر مع عملائنا لفهم احتياجاتهم بشكل أفضل. وقد أدت الزيادة الناتجة في حجم المبيعات إلى جانب زيادة أسعار بعض فئات منتجاتنا في منتصف العام إلى نمو الإيرادات بنسبة 7% لتصل إلى 1.06 مليار ريال قطري في عام ٢٠٢٣.

وأدى تركيزنا المستمر على ضبط التكاليف وتحسين الكفاءة عبر سلسلة القيمة بأكملها إلى تحقيق نمو قوي من خانتين في صافي الربح بنسبة 36% ليصل إلى 110 مليون ريال قطري. وبالإضافة إلى هذه الجهود والإجراءات الداخلية، كان التفاوض الناجح بشأن معدلات الربح على تمويلاتنا الحالية أحد العوامل المساهمة الرئيسية في تحقيق ربحية ممتازة خلال العام.

هيكل تنفيذي جديد لدفع عجلة النمو

من بين أبرز التطورات في عام ٢٠٢٣ تنفيذ هيكل تنظيمي جديد لتعزيز كفاءة العمليات التشغيلية وتسريع وتيرة النمو. هذا ويدعم دوري الوظيفي حالياً خمسة مديرين تنفيذيين كبار يرأسون أقسام الشؤون المالية والعمليات والأعمال التجارية ومزارع الأبقار والخدمات المؤسسية.

وقد ساهم الهيكل الإداري الجديد في تقليل عدد مدراء الأقسام تحت مظلة القيادة التنفيذية، مما مكن كبار المدراء التنفيذيين من تكريس مزيد من الوقت والجهد لمسؤولياتهم التشغيلية. وقد عمل هذا الهيكل الإداري المرن على دعم الشركة لتعزيز المرونة والتعاون والابتكار والكفاءة.

تعزيز مساهمتنا تجاه دولة قطر

ظل التزامنا بتلبية طلب العملاء والمستهلكين على منتجاتنا ذا أهمية قصوى في عام ٢٠٢٣، وكذلك مسؤوليتنا للمساهمة في الأمن الغذائي لدولة قطر. وقد عمل التوسع في منتجاتنا، وتحسين الكفاءة، وزيادة الحصص السوقية، والتنويع، والالتزام بالعمل بطريقة مستدامة وواعية، على بلوغ غايتنا وتعزيز الدور الحيوي الذي نلعبه في الاقتصاد القطري.

ارتفعت القيمة المحلية المضافة لشركة «بلدنا»، وهي مقياس لحجم مساهمة أنشطتنا المحلية وإنفاقنا الداخلي في الاقتصاد القطري، بشكل كبير في ٢٠٢٣. فقد عملنا خلال العام على إضافة مورِّدين جدد إلى شبكة موردينا المحليين، مما أدى إلى زيادة نسبة الخدمات والمنتجات المحلية التي تستخدمها الشركة. وتتماشى هذه المساهمة في الاقتصاد القطري مع برنامج التوطين ضمن رؤية قطر الوطنية 2030. وتلتزم «بلدنا»، باعتبارها شركة قطرية بالكامل، بتوسيع نطاق مصادر مشترياتها من خلال إضافة موردين محليين جدد وتعزيز العلاقات مع القطاع الخاص المحلي بشكل أكبر.

الشراكات الاستراتيجية ومبادرات التنويع

بالإضافة إلى المساهمة في الاقتصاد المحلي، قامت «بلدنا» بإطلاق أول إنتاج محلي لعلامة تجارية عالمية، وذلك تماشياً مع جهود الدولة لزيادة الإنتاج المحلي. ففي بداية عام ٢٠٢٣، أقمنا شراكة استراتيجية مع شركة بيل غروب، الشركة العالمية العملاقة في مجال الأجبان والوجبات الخفيفة، لإنتاج الجبن القابل للدهن تحت العلامتين التجاريتين البقرة الضاحكة وجبنة أبو الولد. ومن المقرر طرح المزيد من منتجات بيل غروب في المستقبل القريب، مما سيقلل ليس فقط من الواردات وانقطاع سلسلة التوريد، ولكن سيوفر أيضاً خياراً أكثر مسؤولية ووعياً بالبيئة للمستهلكين القطريين.

وفي داخل قطر، سررنا للغاية بنجاح العديد من شراكاتنا الرئيسية، بما في ذلك تعاوننا مع الخطوط الجوية القطرية. وقد أدى التعاون بين اثنتين من الشركات الوطنية الرائدة إلى زيادة تواجد العلامة التجارية لشركة «بلدنا» في جميع أنحاء العالم. وكنا قد بدأنا الشراكة الاستراتيجية مع القطرية في فبراير 2019، لنصبح أحد الموردين الرئيسيين للمنتجات المصنعة محلياً لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، والتي تضم أيضاً السوق الحرة القطرية والشركة القطرية لتموين الطائرات. وقد استفدنا من قدراتنا في مجال البحث والتطوير لإيجاد حلول منتجات فريدة تم تصميمها لتناسب شتى الاستخدامات عبر مجموعة الخطوط الجوية القطرية بأكملها، مما يضمن أداءها الفعال على ارتفاعات تصل إلى 50 ألف قدم.

التوسع الدولي يسير بخطى سريعة

تشكل عملياتنا الدولية إحدى الركائز المهمة للنمو المستدام المستقبلي. وفي هذا الصدد، اتخذنا خطوات استراتيجية إضافية في عام ٢٠٢٣ لتوسيع تواجدنا الدولي. ويسرني أن أعلن عن التقدم الإيجابي في مشروعنا القادم في الجزائر بالتعاون مع الحكومة الجزائرية لإنشاء مرافق لإنتاج الحليب. ونتوقع أن يقدم هذا المشروع قيمة كبيرة للمساهمين ويمثل إنجازاً آخر في رحلة نمو «بلدنا» على الصعيد الدولي.

نظرة عامة على الأداء

إن القاسم المشترك الذي يربط بين جميع عملياتنا هو الجهد المتميز الذي يبذله الفريق بأكمله لتحقيق نتائج أقوى عندما يتعلق الأمر برعاية قطيع الأبقار وجودة المنتجات وكفاءة التصنيع والتوزيع والابتكار وخدمة العملاء. وهذا يعد شهادة على قوة أدائنا كفريق واحد. ويؤكد التقدم الملموس الذي تحقق في جميع مجالات ونواحي عملنا بصورة عامة مدى التزام «بلدنا» المتواصل بالتحسين المستمر وتحقيق هدفها بأن تصبح العلامة التجارية الأكثر جدارة بثقة المستهلك في قطر في مجال الأطعمة والمشروبات الصحية والمغذية.

كرس قسم مزارع الأبقار جهوده لتحسين صحة القطيع باستمرار على المدى الطويل، ورفع إنتاجية الأبقار الحلوب وكفاءة الأداء على مستوى كافة العمليات. بالإضافة إلى ذلك، نجحنا في إدخال تقنيات جديدة أدت إلى وفورات كبيرة في التكاليف والمياه، مع زيادة راحة القطيع.

أما قسم التصنيع، فقد واصل إنتاج منتجات فائقة الجودة كل يوم، وهو ما يضمن أن تلبي جميع المنتجات المصنوعة في منشآتنا أو تتجاوز المعايير العالية التي يتوقعها ويستحقها عملاؤنا. كما أدى التحسين المستمر في عمليات التصنيع إلى زيادة كفاءة الإنتاج، وتقليل فاقد المنتجات، وزيادة الكفاءة العامة.

تبنت عملياتنا الخاصة بالمبيعات والتوزيع نهجاً ملتزماً بضمان توفر منتجاتنا للعملاء والمستهلكين كل يوم. وقد قدمنا حلولاً مصممة خصيصاً لضمان استمرارية منتجاتنا في تلبية تطلعات العملاء، وساهم فريقنا في إدخال تحسينات تشغيلية ممتازة خلال العام، وذلك بالبناء على عمليات تخصيص الموارد وتخطيط الطلب المطورة التي تم تطبيقها في عام ٢٠٢٢. كما نجح الفريق في تعزيز طرق الوصول إلى السوق، مما أدى إلى زيادة كبيرة في حجم المبيعات دون الحاجة إلى موارد إضافية، وحقق انخفاضاً في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والمسافة المقطوعة.

ولعب توافر منتجاتنا في جميع فئات السوق دوراً بارزاً في تحقيق مكاسب قوية في حصتنا السوقية في فئتي الألبان والعصائر في عام ٢٠٢٣. ونتيجة لذلك، ارتفعت الحصة السوقية الإجمالية لشركة «بلدنا» إلى 53.5%، مقارنةً بنسبة 51.0% في نهاية عام ٢٠٢٢. وقد دعم هذا الأداء القوي حملاتٌ تسويقيةٌ واتصالات قوية، وخاصة من خلال القنوات الرقمية. وبفضل الجهود والاتصالات الفعّالة للغاية، تمكنا من تحقيق الأهداف الداخلية من خلال الوصول إلى رقم قياسي بلغ 1.2 مليون مستهلك، وتحقيق مستويات مشاركة تفوق المتوسط السائد في القطاع.

بالإضافة إلى الأداء التشغيلي، شرعنا في دمج مبادئ الاستدامة الشاملة في استراتيجية الشركة في عام ٢٠٢٣، مما أسفر عن وضع إطار عمل شامل للممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة وخريطة طريق للسنوات الثلاث المقبلة.

يعكس نهجنا المتبع تجاه المسؤولية الاجتماعية التزامنا الاستراتيجي والشامل بتحقيق أثر إيجابي في مختلف المجالات. ويعزز هذا الالتزام دورنا كشركة ملتزمة بالمسؤوليات المنوطة بها ورائدة في صناعة الألبان.

وفي إطار استراتيجيتها الشاملة، قامت «بلدنا» باستحداث وتنفيذ العديد من الإجراءات والمشاريع المتعلقة بالاستدامة في عام ٢٠٢٣، والتي ساهمت في إحداث تأثير جوهري ووضعت الأسس القوية لتحقيق مكاسب أكبر مستقبلاً. ويقدم تقرير الاستدامة الأول وصفاً شفافاً ومفصلاً لجميع المبادرات التي قمنا بها ويحدد خططنا الطموحة لتحقيق المزيد من التميز في السنوات المقبلة.

التوقعات لعام 2024

تتمثل أولوياتنا الشاملة في السنوات المقبلة في تحقيق الأمن الغذائي الوطني وتعزيز تنويع وتطوير أعمالنا داخل قطر وخارجها. وسنواصل التركيز على أهمية توفر منتجاتنا عالية الجودة للمستهلكين بشكل مستمر في أي وقت وأي مكان. إننا ملتزمون بتحقيق تميز لا مثيل له في جميع جوانب ضمان جودة المنتجات، حيث تهدف خطة عمل سلامة الأغذية وثقافة الجودة التي تمتد لثلاث سنوات إلى غرس الوعي المتأصل بمبادئ سلامة الأغذية والجودة في قوتنا العاملة، وتزويدها بالمعرفة والمهارات اللازمة لتحقيق التميز باستمرار في جميع جوانب ضمان جودة الأغذية.

إننا على ثقة بأننا سنواصل أداءنا المالي القوي خلال العام 2024، ونتوقع تحقيق نمو قوي في صافي الربح. كما نتوقع أن تسفر الاستراتيجيات والخطط الطموحة الحالية عن زيادة حصصنا السوقية في الوقت الذي نحقق فيه مزيداً من النمو عبر جميع قنوات وفئات منتجاتنا. وسيلعب برنامج تطوير المنتجات الجديدة والابتكار دوراً محورياً في بناء مصادر جديدة للإيرادات لشركة «بلدنا».

وكما هو الحال دائماً، سنواصل تركيزنا على أهمية تحسين مستويات الكفاءة في عملياتنا، الأمر الذي لن يؤثر فقط على تكاليفنا التشغيلية، ولكن سيكون له تأثيرٌ إيجابي على استدامة أعمالنا عبر مختلف المقاييس. من المتوقع أن يعمل مصنع إنتاج الحليب المبخر والكريمة المعقمة، الذي تم تشغيله مؤخراً، بطاقة إنتاجية أعلى، حيث يمكنه إنتاج الاحتياجات الكلية من الحليب المبخر للبلاد والعمل أيضاً كمنشأة إنتاج بديلة لبعض المنتجات الحالية، مما يعزز قدراتنا الإنتاجية.

وسيستمر زخم توسعنا الدولي مع خطط التوسع الدولية في إطار مجموعة المشاريع المقترحة، ومن المرجح أن نحقق تقدماً ملموساً في هذا الصدد. وتعتبر هذه المشاريع أساسية لتحقيق النمو المستدام للشركة على المدى الطويل.

سيتم تعزيز استراتيجية الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة بشكل أكبر من خلال إنشاء لجنة مخصصة لحوكمة الاستدامة وتقديم تقارير عن كافة التطورات مباشرة إلى مجلس الإدارة، مما يعزز الشفافية والمساءلة لدينا.

نعتزم أيضاً مواءمة إفصاحاتنا العامة عن الاستدامة مع إرشادات بورصة قطر، وسنقر عمليات تقييم منتظمة وصارمة للمخاطر لتحديد المجالات التي يمكننا فيها تحسين ممارسات الاستدامة لدينا بشكل أفضل.

شكر وعرفان

يتعلق تحقيق القيمة كل يوم بتوفير مجموعة متنوعة من المنتجات الصحية والمغذية وعالية الجودة لعملائنا، الذين نظل ممتنين لهم على الدوام لاختيارهم منتجاتنا بشكل متزايد، حيث تعتبر قاعدة عملائنا المتنامية جزءاً لا يتجزأ من مسيرة نجاح وتوسع أعمال الشركة في دولة قطر، ونعرب عن بالغ تقديرنا وامتناننا لدعمهم لنا وثقتهم بنا.

ونتشرف بالثقة التي وضعها مساهمونا في أعمالنا، ونظل ملتزمين بتحقيق القيمة التي يتوقعونها من «بلدنا» لأن ثقتهم غالية.

كما نتقدم بالشكر والتقدير لرئيس مجلس الإدارة وأعضاء المجلس على ما قدموه من دعم استباقي وتوجيهات سديدة لدعم نجاح الشركة وتمكينها من تحقيق مستهدفاتها خلال عام ٢٠٢٣.

وأخيراً، أود أن أغتنم هذه الفرصة لأتقدم بجزيل الشكر لكافة أفراد فريق عمل «بلدنا» على مساهماتهم المخلصة في إنجازنا المالي التاريخي بتحقيق إيرادات قياسية تخطت المليار ريال قطري هذا العام، وهو إنجاز يستحق أن نفخر به جميعاً.