بعد عامين من الحصار.. كيف حققت قطر الاكتفاء الذاتي من منتجات الألبان؟
2 يونيو, 2019
بهادور الذي انضم إلى فريق “بلدنا” بوظيفة الإشراف على الحظائر، يعتبر أنه طوال فترة عمله بهذا المجال -التي تمتد لـ 15عاما- لم ير حجم أعمال ينفذ بهذه السرعة والاتقان، فـ “بلدنا “بالنسبة لبهادور ورفاقه باتت التحدي الأكبر للوصول بها كأكبر منتج ومصدر للألبان في المنطقة.
ويروي قصة نجاح هذا المشروع بعد أن كان لا يمتلك في حظائره أكثر من أربعة آلاف بقرة فقط، لتتحول بعدها الأمور وتبدأ أيادي العمل تنتشر في كل أرجاء الشركة لتستقبل “بلدنا” خلال أسابيع قليلة 14 ألف بقرة جديدة في حظائرها الأربعين التي تتسع لقرابة 24 ألف بقرة.
لم يكن بهادور ورفاقه يتوقعون هذا النجاح الكبير الذي حققته الشركة خلال تلك الفترة القليلة متغلبين على كافة الصعوبات التي واجهت المشروع، سواء الصعوبات البيئية والمناخية وتوفير الظروف الملائمة لهذه الأبقار وفقا لدرجة الحرارة أو الاهتمام الطبي والأعلاف المناسبة لها.
طموحات “بلدنا” قفزت من كونها تسعى فقط لتحقيق الاكتفاء الذاتي من منتجات الألبان في قطر -التي كانت تستورد أكثر من 90% من احتياجاتها من الخارج- إلى العمل على التصدير، فصدرت الشركة خلال الشهرين الماضيين الحليب طويل الأجل إلى سلطنة عمان واليمن أفغانستان مع وجود خطط لغزو العديد من الأسواق الأسيوية ليس في مجال الحليب فقط بل كافة منتجات “بلدنا”.
الجزيرة نت قامت بجولة في مصانع “بلدنا” التي تمتد على مساحة 2.6 مليون متر، بدأت من مصنع التعبئة الذي يغلب عليه الطابع التقني، فالآلات تقوم بغسل العبوات وتعقيمها ثم تعبئة العبوة وإغلاقها وسيرها عبر ممر آلي يتم فيه تغليف العبوات معا كمجموعات ليتم نقلها آليا إلى المخازن ومنها إلى المستهلك، ويوجد العامل البشري فقط لمراقبة سير العمل.
ولا يختلف مصنع البلاستك كثيرا عن مصنع التعبئة، فهو يعد أكثر مصانع إنتاج العبوات البلاستيكية تطورا في المنطقة، وسخرت له كافة الإمكانيات لشراء أحدث الآلات في العالم، لتتخطى طاقة الإنتاج احتياجات الشركة مما يؤدي إلى توجيه الباقي إلى السوق المحلي.
ويضع المسؤولون على مصنع البلاستيك صوب أعينهم الحفاظ على البيئة من التلوث، مما يفرض عليهم إنتاج العبوات التي تحتوي على كمية قليلة من البلاستيك لتكون قابلة للتحلل، مع مراعاة عدم تأثير ذلك على قوة ومتانة العبوة.